قصة ذو القرنين
لا نعلم قطعاً من هو ذو القرنين ... كل ما يخبرنا به القرآن عنه أنه ملك صالح ... آمن بالله وبالبعث وبالحساب ... فمكًّن الله له في الأرض و قوّى ملكه ويسر له فتوحاته.
بدأ ذو القرنين التجوال بجيشه في الأرض ... داعياً إلى الله
فإتجه غرباً ....
حتى وصل لــلــمــكــــان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغييب من وراءه
و ربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي ... حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه
فألهمه الله أو أوحى إليه ... أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار فإما أن يعذبهم أو أن يحسن إليهم .
فا كان من الملك الصالح ... إلا أن وضًّح منهجه في الحكم ... فأعلن أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا ... ثم حسابهم على الله يوم القيامة ... أما من آمن ... فسيكرمه ويحسن إليه.
بعد أن إنتهى ذو القرنين من أمر المغرب
توجه للشرق ...
فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس ....
وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفعات تحجب الشمس عن أهلها .
فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب.
ثم انطلق ....
وصل ذو القرنين في رحلته لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة .
وكانو يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها .
وعندما وجدوه ملكا قوياً ... طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج ... بـأن يبني لهم سداً لهذه الفجوة مقابل خراج من المال يدفعونه له.
فوافق الملك الصالح على بناء السد ... لكنه ... زهد في مالهم ... واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل علىبناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.
استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد
فقام أولاً ... بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين.
ثم ... أوقد النار على الحديد وسكب عليه نحاساً مذاباً ليلتحم وتشتد صلابته.
فسدّت الفجوة ... وانقطع الطريق على يأجوج و مأجوج فلم يتمكنوا من هدم السًّد ولا تسوّره ... وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.
بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبًّار ...
نظر للسًّد ... وحمد الله على نعمته ... وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى
فلم تأخذه العزة ولم يسكن الغرور قلبه .
قال الله تعالى:
(( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا )) صدق الله العظيم