عندما ترحل عني..
لا!
لا تطعني شموخ الوداع بتفاهة الإيضاح .
لا تشرحي لماذا كان علينا أن نفترق.
فأنا أدرك أنه ما كان ينبغي لنا أن نلتقي .
إذن ، كانت نزهتنا القصيرة بين النجوم زمردة سرقناها من خزائن الزمن الحديدية بدون حق.
وإذن ، كان جنوننا اللذيذ انفلاتا مؤقتا من سلاسل الحكمة والاتزان .
وإذن ، كان الانفجار المتدفق شعرا وعطرا وكروما وشلالات حرير نزوة عابرة عاد بعدها البركان الصامت القديم إلى وقاره الصامت القديم .
أريد أن أقول.
إن ما كان ، على قصره ، يظل دائماً جزأ من خارطة الزمن ، زمني و زمنك وزمن الأشياء التي أحببناها وأحبتنا.
الأشياء؟
صخور البحر ، القارب العتيق ، الغروب ، الشجيرات وشريط الموسيقى الذي يجهش
"عندما ترحل عني".تذكرين؟!
أما أنا فعندما أعود إلى الكثبان والوديان فسأحمل في صدري ربيعاً صغيراً متنقلاً تختزنه نظرة من نظراتك الكستنائية .
أما العطر .. أما العطر فقد التحم بخلايا الذاكرة واختفى بين الكريات البيضاء والحمراء.
لا تتكلمي!
اذهبي إلى الشاطئ واجلسي على الصخور وتأملي الغروب يلف الشجيرات والقارب العتيق ودعي شريط الموسيقى يحقق كل تنبؤاته الدامعة!
عندما ترحل عني..