لعل اهم مايميز صباح اليوم الثامن والعشرين من رمضان المبارك هو عمليات التعزيل ولف محشي اليبرق التي شغلتنا،ولكن إطلالة العصر مع دموعٍ أخذت السماء تذرفها جعلت في اليوم حدثاً جديداً إلا أنّ صباح اليوم التاسع والعشرين من رمضان كان اكثر إثارة فقد أجهشت السماء وامتلات الأراضي بالمياه إلى سمعت امي تصرخ طالبةً مني ومن أختي ملاك الفجرالاستيقاظ ،استيقظت مسرعةً فصوت أمي أثار فيّ الفضول والانفعال،مالذي يجري؟!!!!!
كان الحادث نفسه الذي حدث منذ عامين يتكرر اليوم،هاهي المجاري تتضل طريقها تحت الأرض وتجد الفرج في دارنا فتنبع بغزارةٍ كمساجين فتح لها الباب بعد خمسين سنةً في الحبس،كانت المياه سوداء أخذت تعلو وتعلو والوسيلة التي أنقذتنا منذ عامين(وهي مضخة مهملة)تحتاج لبعض العميلت حتى تعود لنشاطها،اتصلت امي بأبي الذي أمر عاملاً له بالحضور لإجراء الإسعافات للمضخة أما نحن فقد علونا طابقاً حيث يقبع بيت جدي وقررنا المكوث ريثما تحل الأزمة ،كنت أشاهد الطوفان من الأعلى بدا بيتنا كأنه محيطٌ متكامل يتكون من رصيف قاري ومنحدر ثم الأعماق السحيقة التي تتمركز في وسط ارض دارنا الغريقة ،ولكن ولله الحمد جاء العامل النشيط وقام بدوره على أكمل وجه فكفت المجاري عن إغداق الماء وبدأت بممارسة دورها الفعلي في رشف القذارة.
عدنا إلى منزلنا الحبيب كانت الروائح الزكية تفوح منه(وأي روائح.!!!)فشمرنا عن سواعدنا وبدأنا العمل،في البداية أنقذنا الضحية الأولى المدعوة غرفة أهلي ثم الثانية غرفة إخوتي ثم غرفة الجلوس فأرض الدار والمطبخ(لحسن الحظ نجت غرفتي من الكارثة لأنها مرتفعة قليلاً عن باقي الغرف).كنا ننظف وأختاي التوأم الصغيرتان يتضاغون عند أقدامنا وقد تولوا مهمة البكاء بالتناوب إلى أن قطعت ملاك الفجر عملها وتولت أمرهما.
ياللهول ما أزعجه من موقف ذلك الذي كدت أبكي فيه عندما شاهدت ثالث صرصور أغرقته المياه فنبع مع المجاري ليدفن في شاطئنا الجميل وتكرر الموقف عندما شاهدت بزاقة لها مصير الصرصور نفسه.
وبعد أن خفت هذه المعركة بدأت أمي بترتيب غرفة الأغراض المهملة(الكراكيب)وكأن العمل كان متوقفاً عندنا حتى نبدأ بعملٍ جديد!!!!!!!
كانت عيديّةً لا تنسى ولكن كان لابد من القول: (الحمد لله رب العالمين).