بسم الله الرحمن الرحيم
من الملاحظ أنّ كثيراً من البنات والأولاد يبدون تعلقاً خاصّاً وحميماً مع عدد من الأشياء المتنوعة مثل:غطاء السرير-الوسادة-كأس خاصة-منشفة-بزازة-دمية قطنية ناعمة..وغير ذلك..ويستغرب الأهل هذا التعلق ووهذه العلاقة الخاصة بين الطفل والشيء. وإذا ضاع هذا الشيء أو تلف أو أخذ من الطفل فإنه يثور ويغضب وينزعج كثيراً..وإذا سأل عن سبب محبته وتعلقه بهذا الشيء فإن إجاباته لاتكون مقنعة دائماً.
وهذا التعلق يعرف من الناحية النفسية بأنّه (الموضوع الانتقالي)أو( الشيء الانتقالي-Transitional object)وهذا يعني أن تعلق الطفلة أو الطفل بالأم قد انتقل إلى شيء آخر ..وهذه الظاهرة طبيعية جداً وتعتبر بمرحلة من النمو العاطفي والشخصي ..حيث يشعر الطفل بأنّه ضعيف وقلق ولا حيلة له في حال غياب الأم عنه ولو مؤقتاً والأم تغيب وتظهر انية ويتعود الطفل شيئاً فشيئاً أثناء نموه على أنه كائن مستقل عن أمه، زأن أمه ليست جزءاً منه ..وهذا نوع من الفطام النفسي عن الأم..وعملية الفطام هذه أو الاتفصال صعبة ومؤلمة ..ويخفف من ألمها توجيه المشاعر الإيجابية والحب والتعلق إلى أحد الأشياء المحيطة بالطفل ، والتي تتضمن ملامح من الدفء والحنان والرقة،ولاسيما أنواع من النسيج الرقيق وغير ذلك.ويسقط الطفل مشاعره وخيالاتهعلى هذا الشيء الانتقالي ويصحبه معه في مختلف الأوقات ،وأحياناً بشكل غريب وغير مناسب وعندما يكبر الطفل فإنه يتخلى عن عادته هذه...
وإذا استمرّ هذا التعلق بالأشياء إلى فترة المراهقة فإنه يدل على نوع من عدم الاتزان الانفعالي والعقد النفسية المتنوعة ..ومنها قلق الانفصال والحرمان العاطفي وزيادة الصفات الاعتمادية على الآخرين وغير ذلك.
كما يمكن أن يتحول هذا التعلق الخاص بالأشياء إلى تعلق بأشياء أخرى تتضمن معاني رمزية عاطفية.
مقتبس من كتاب فوائد نفسية للدكتور حسان المالح2001 م ص 58 [img][/img]