كم تشتكي وتقول إنك معدم والأرض ملكك والســما والأنجمُ
ولك الحقول وزهرها وأريجها و نسيمها والبلبـل المـتـرنـمُ
والماء حــولك فـضةٌ رقراقةٌ والشمس فوقك عسجدٌ يتضرَّمُ
والنّور يبني في السفوح وفي الذّرا دوراً مــزخـرفةً وحينــاً يهـدمُ
هشّت لك الدنيا فما لك واجماً؟ وتبسمت فعلامَ لا تتبسّـمُ؟
إن كنت مكتئباً لعزٍّ قد مضى هيهات يترجعه إليـك تـنـدّمُ
أو كنت تشفق من حلول مصيبةٍ هيهـات يمنـع أن تحلّ تجهّمُ
أو كنت جـاوزت الشـباب فلا تـقل شـاخ الزمـان فإنـه لا يـهـرمُ
انظر فما زالت تطلّ من الثرى صـورٌ تكاد لحسـنهـا تـتكلّمُ