لقد كانت اللغة العربية ومازالت مهوى الأفئدة ،ومعقد الآمال، ومحط الاهتمام، شغفت قلوب الباحثين والعلماء والأدباء حبّاً وأروع مافي اللغ التي اختارها البارئ
جلّت قدرته لحكم تنزيله أنّ العقول والألسنة والأقلام منذ أن فتحت للنور كوّة في البلد الحرام حتّى يوم الناس هذا مافتئت تطري سجاياها وتتغنّى بفضائلها
وتبرز قابلياتها وقدراتها وكلّما أجال أديبٌ أو عالمٌ بيانه في التقاط شواردها ولطائفها باحت له بالكثير من أسرارها وطريف فرائدها مايمتّع ويبهج ويفيد وأنشدته
من روائع ىياتها مايقري الآذان لسناً وفصاحةً وطرافةً ويأخذ بمجامع القلوب جدّةً وبلاغةً وتركته نشوان يردد من بديع القول وزكيّ الدرر ما يستحوذ على
الألباب ويهفو بأعنته الإعجاب نحو آفاقٍ لا تحد فلا النفاد يجد سبيله إلى القصيد ولا الحداة تمل الأناشيد.
الحمد لله الذي جعل لغة القرآن لغة أهل الجِنان وجعلها حيّة على مدى الدّهور والأزمان فهي معينٌ لاينضب ولا يضيق صدرها وإن كثر الروّاد وغصّ المَزار
بالقصّاد.