بسم الله الرحمن الرحيم
تبدو السماء في اليوم المشمس زرقاء اللون بينما تبدو - أحياناً- في الصباح الباكر وقبيل الغروب مباشرةً صفراء مائلة إلى الاخضرارأو حتى حمراء برتقاليذة...، ومع هذا فإنّ السماء في الواقع لالون لها على الإطلاق لأنّها عبارة عن محيط هائل من اهواء يسمى الغلاف الجوي الذي يتكوّن من غازات عديمة اللون والّماء تبدو لنا ملوّنة بسبب مايحدث لضوء الشذمس الذي يمرّخلالها فكيف ذلك؟
هناك أنواع عديدة من الجسيمات مثل الغبار والدّخان والرّماد تسبح في الهواء ومعظم هذه المواد مصدرها الأنشطةالتي يقوم بها الإنسان مثل:احتراق الوقود للحصول على الطاقة ،وتنتج جسيمات أخرى بصورة طبيعيّة بعيداً عن أنشطة الإنسان حيث تثير الرياح القويّة- أحياناً - رمال الصحراء في الجو كما أن البراكين عندما تثور ترسل إلى السماء سحباً من الدخان والرّماد وتظل كل هذه الجسيمات الدقيقة معلّقة في الهواء.وزرقة السماء- أثناء فترات النهار- ترجع إلى أن أشعة الشمس ذات اللون الأبيض عندما تمر في الهواء الجوي بما فيه من جسيمات الغبار والدخان فإنّ هذه الجسيمات الدقيقة تلتقط ضوء الشمس وتشتته في أي اتجاهٍ آخر وأكثر الألوان تأثّراً بهذه الظاهرة هي البنفسجي والأزرق والأخضر والأصفر وذلك لأنّها ذات طول موجي أقل من بقية الألوان وهذه الألوان تقوم الجسيمات بتشتيتها مجتمعةً في السماء ولكن اجتماعها واختلاطها يعطي لوناً واحداً هو اللون الأزرق الفاتح الجميل الذي تراه في السماء ...ويمكنك أن تتأكد بتجربة بسيطة من أن اختلاط تلك الألوان الأربعة ينتج عنه اللون الأزرق وذلك من خلال خلط كميات متساوية من اللون البنفسجي والأزرق والاخضر والأصفر فستحصل-إن شاء الله-على هذا اللون الأزرق الجميل الذي تتحلى به السماء عند الظهيرة في يومٍ صافٍ مشمس ولذلك فإن من الخطأ القول بأن لون السماء الأزرق سببه انعكاس لون البحاروالمحيطات.
وعند الشروق والغروب تكون الشمس منخفضة في السماء على عكس بقية النهار لذلك فإننا ننظر إليها عبر سطح الأرض بل ونراها من خلال سمك اكبر من الهواء وفي هذه الحالة تعمل الجسيمات الدقيقة على تشتيت ضوء الشمس الابيض ويكون أكثر الألوان تأثراً بهذه الظاهرة هما اللونين الأحمر والبرتقالي وهنا يتشتت هذان اللونان خلال اغلاف الجوي المحيط بنا ..فتتحول السماء إلى اللون الأحمر البرتقالي.
من كتاب الضوء لـ :عبد الله محمد عبد المعطي